فعالية 1

احتفالية إنشاء موقع جديد للإتحاد العربى للثقافة الرياضية

لم تعد الرياضة مجرد سلوك انساني يهدف الى تهذيب البدن وتقويته ، ولا من أجل المشاركة في البطولات واحراز الكؤوس والميداليات ، ولم تعد مهمتها الوحيدة الحفاظ على الصحة العامة ، وانما يمتد دورها كموروث ثقافي الى نشر القيم ودعمها وتعزيز الانتماء للوطن وتثقيف العقل وتشكيل الوعي والوجدان ليشب الانسان قويا مثقفا واعيا ، وفي هذا تأكيد على مقولة الفيلسوف المصري سلامة موسى (لكي نعيش في سلامة الضمير والجسم والذهن يجب أن نكون مثقفين ) واليه يرجع الفضل في الترويج لمصطلح الثقافة ،الذي يعد مصطلحا حديثا ، حيث لم تكن الكلمة متداولة وذائعة من قبل ، كما هي عليه الان ، اذ لم ترد في نص قرآني او حديث نبوي ، وتعد كلمة محدثة الا انها باتت حاضرة وبقوة في شتى مجالات الحياة ، وبات ارتباط اسمها بالسياسة والاقتصاد والمال والطب وصولا الى الرياضة مستساغا ، وبلغ الارتباط بين الثقافة والرياضة حد الالتصاق ، فأصبح مصطلح الثقافة الرياضية مقبولا ولاتستغربه الاذن ، ويفهمه العقل ويستسيغه ، لانه جمع بين مجالين يمثلان وجهان لعملة القيم ، وبينهما تكامل يبني سلوكيات تهذب الانسان ، فالثقافة تفاعل بين الناس والشعوب وبيئتهم المحيطة والرياضة كذلك ، وكلاهما سلوك مكتسب وليس فطري ، وهما من صنع الانسان وتكمل كل واحدة منهما الاخرى ، فالرياضة لديها القدرة على نشر القيم الثقافية في المجتمع بصورة أسرع من أية طريقة أخرى ،ومن هنا لم يكن غريبا دخول الرياضة في عالم الثقافة والتصاقها بها ، ونجح هذا التزاوج الفلسفي والفكري في فرض نفسه على المجتمع ، وباتت الأمال معلقة عليه لاصلاح وتقويم السلوك الخاطئ الذي انتشر في الملاعب وخارجها ، بعدما تحولت بعض الملاعب بفعل عقليات لاتعرف قيم الرياضة وثقافتها ، الى تربة خصبة ينمو فيها ويترعرع التعصب والتنمر والعنف والشغب الى آخر الاوصاف التي يمكن أن تطلق على كل الافعال التي تطعن قيم الرياضة في مقتل ، لكل هذا كان من الضروري أن يجتهد الحريصون على الرياضة والسلامة المجتمعية والامن الفكري والقومي ، من أجل اتساع رقعة الثقافة في ملاعب الرياضة وعقول ممارسيها ومشجعيها على حد سواء ، لتعم الفائدة وتحقق الرياضة الاهداف السامية لها في خدمة الانسان والمجتمعات والاوطان. الثقافة الرياضية «نمط محدد» من التوجيهات والاتجاهات إزاء النشاط الرياضي وإزاء النظام الرياضي (السياسي) بأجزائه المختلفة والاتجاهات إزاء دور الذات في النظام وفي نمط الاتجاهات والتوجهات الفردية تجاه الرياضة، والتي يشترك فيها أفراد النظام الرياضي، إنها العالم الشخصي الذي يكون أساس للأفعال الرياضية والذي يعطيها معنى وهي تتضمن التوجهات المعرفية والتوجهات العاطفية والتوجهات التقييمية، ويختتم بالتأكيد على أن الثقافة الرياضية تشمل القيم والاتجاهات المتصلة بالظاهرة الرياضية، وأنها تتكون من أنماط السلوك المتعلمة بالنسبة إلى أعضاء أو محبي رياضة ما، وكذلك القيم والاتجاهات، وأنماط الإدراك التي تعكسها نماذج السلوك المذكورة وتشمل الثقافة الرياضية الاتجاهات والمعتقدات والقيم التي تتصل بعمل او نظام أو نوع رياضي محدد وتعد بمنزلة معرفة، ومهارات مكتسبة عن هذا النوع أو هذا النظام، كما تتضمن مشاعر إيجابية أو سلبية نحوه، إن الثقافة الرياضية هي التي توجه شطر رياضة ما وعملياتها، حيث تسديها من خلال نسق من المعتقدات (خريطة معرفية) وطريقة لتقويم هذه العمليات و ومجموعة من الرموز التعبيرية، فإذا كانت أبعاد الثقافة الرياضية تتمثل في القيم والاتجاهات والمعارف، فإن الكشف عن طبيعتها يتم من خلال الرموز والحركة ذات المغزى الرياضي وهكذا يتحقق جوهر الثقافة الرياضية في نمط من المعارف والاتجاهات والقيم الخاصة بالمفرد/مجتمع أو جماعة والتي تتصل بعلاقته بالنظام الرياضي، بشكل مباشر أو غير مباشر والتي تعكسها رموز التعبيرية لفضية كانت أو حركية أو ممارسة (احترام قوانين التحكم). فالثقافة الرياضية هي إحدى أصناف الثقافة العامة تعتمد على الثقافة العريضة المبنية على مختلف نواحي المعرفة الإنسانية، وبتعبير آخر إن الثقافة الرياضية هي ثقافة فكرية تخصصية في المجال الرياضي ولا تبلغ مداها التطبيقي إلا بعد أن تعتمد على ثقافات تخصصية أخرى، فالثقافة الصحية والسياسية والفنية والاجتماعية وغيرها، لتشكل معا الثقافة العامة الضرورية لبناء الشخصية الثقافية الرياضية

معلومات أساسية

  • فعالية 1
  • التاريخ 12/4/2024 1:00:00 PM